تقع مدينة جرسيف بسهول ملوية الوسطى،مهد الدولة المرينية(668ـ961)، ولازال دوار المرينيين موجوداعلى ملوية بقبيلة اولاد رحوا.
يعتبر الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي واحد من صفوة الشهداء الأبرار الذين برهنوا بجهادهم وافتدائهم بالروح وبالدم عن سمو الروح الوطنية والمقاصد النبيلة للاستماتة والتفاني في حب الوطن. ورأى علال بن عبد الله النور بجرسيف، حوالي سنة1916 .
وانطلق الشهيد علال بن عبد الله بسيارة من نوع “فورد” رمادية اللون بسرعة في اتجاه موكب السلطان المفروض “ابن عرفة” وبيده سكين لطعنه به. غير أن ضابطا استعماريا ارتمى عليه معترضا سبيله, وفي نفس اللحظة, أطلق النار مجموعة من رجال البوليس السري كانوا متواجدين بنفس المكان على الشهيد علال بن عبد الله رحمة الله عليه حيث سقط على الأرض مصابا بثماني رصاصات, خمس منها في الصدر والجبين وثلاث في الظهر, فجسد بعمليته الاستشهادية روح النضال الوطني في مواجهة الاحتلال, وقمة الروح الوطنية باسترخاص النفس وافتداء الروح التي هي أعز ما عند الإنسان في سبيل المقدسات الدينية والوطنية.
وحرص المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه في السنة الموالية أثناء الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب إلا أن يشيد بالشهيد علال بن عبد الله قائلا “لقد أبينا إلا أن نظهر اليوم عنايتنا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية المقامة في المكان الذي سقط فيه المغفور له علال بن عبد الله, ذلك البطل الصنديد الذي برهن على أن العرش منبعث من صميم الشعب المغربي وأنه من كيانه وضمان وجوده وسيادته, فهب يفتديه ويفتدي الأمة المجسمة فيه بروحه, حتى سقط في ميدان الشرف صريعا, مخلفا للأجيال أعظم الأمثلة على التضحية والغيرة وحسن الوفاء”.
وأضاف أكرم الله مثواه “إننا نقف اليوم لنؤدي التحية لأول بطل مغربي استرخص حياته في سبيل عزة بلاده وملكه, وإن علال بن عبد الله الذي يعرف اسمه الصغير والكبير في هذه البلاد, كان يعلم يوم قام بمحاولته أنه سيموت ولكنه لم يكن متيقنا من نجاحها. إن قصة علال بن عبد الله قصة بسيطة ولكن مغزاها عظيم ومهم, يجب أن يبقى كدرس للوطنية الحقة, لقد كنا في كورسيكا واليوم يوم جمعة11 شتنبر1953 وسمعنا تلك القنبلة التي زعزعت أركان الاستعمار, وما زادت تضحيات علال بن عبد الله في قلب جلالة الملك إلا إيمانا بقضية الوطن وثقة بالمغاربة”.