توجيه ملتمس إلى رئيس الحكومة حول مشاكل الصحة بمدينة جرسيف:
عرفت مدينة جرسيف نموا ديموغرافيا هائلا و توسعا عمرانيا مهما حيث تضاعفت مساحتها و أصبحت تتجاوز 14 كلم2 الشيئ الذي أدى إلى إرتقائها منذ عشر سنوات إلى إقليم واستبشرت الساكنة خيرا كون الأمر سيخفف أو سيحد من التنقلات إلى أقاليم مجاورة مما يثقل كاهلهم بمصاريف هم في غنى عنها خاصة و أن أغلب الساكنة فقراء و محتاجون، غير انه سرعان ما خاب ظن الجميع و لازالت المدينة في حاجة إلى عدة مصالح إدارية عمومية وشبع عمومية مهمة ونخص بالذكر المستشفى الإقليمي إذ تم تشييد مستشفى سنة 2008 من سعة 45 سريرا لساكنة تتجاوز 120 ألف نسمة، و تزامن مع إحداث الإقليم وتمت تسميته عنوة بالمستشفى ” الإقليمي” الذي يحمل الاسم فقط و هو بعيد عن هذه التسمية بعد السماء عن الأرض لافتقاره إلى التجهيزات ووسائل العمل و كذا النقص الحاد في الموارد البشرية الطبية، زد على ذلك سوء المعاملة و الاستقبال تدني الخدمات و غياب الضمير المهني و تكرار الخصامات و الاعتداءات التي تنتهي بعضها إلى مخافر الشرطة ثم إلى السجن، المواطن يضرب ألف حساب عند ولوجه إلى المستشفى إما أن يتم رفضه أو يزج به في السجن، و هذه التصرفات غير اللائقة و الصادرة من مجموعة من هم أولى بتقديم العلاج أدت إلى تأجيج الوضع مؤخرا و التهديد بالخروج غلى الشارع غرار على ما تم ببعض أقاليم الممكلة، و ما زاد الطينة بلة إقدام الوزارة مؤخرا على صب الوقود على النار حيث أقرت إلغاء بناء مشروع المستشفى الإقليمي بموجب الإرسالية 175 بتاريخ 30 مارس 2018 على الرغم من تخصيص وعاء عقاري لهذه الغاية من طرف المجلس الإقليمي لجرسيف، هذا الإجراء وقع كالصاعقة على ساكنة الإقليم الذي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر إنشاء هذه المؤسسة الصحية.
إن الحصول على العلاج بمستشفى جرسيف أمر عسير رغم اعتباره من الحاجيات الأساسية التي تكلفها الدولة وفق ما ينص عليه دستور الممكلة 2011، واستمرار انتهاكات هذا الحق أصبح يشكل إحدى التحديات الكبرى التي يواجهها سكان الإقليم، الانتهاكات المتعلقة بأخلاقيات المهنة.
سكان جرسيف يعانون الويلات حيث لا يتم قبول المرضى الموجهين إلى المستشفى الجامعي بوجدة وكأنهم لا ينتمون إلى جهة الشرق أو ليسوا من رعايا صاحب الجلالة، لقد تم عقد اجتماعات مراطونية مع مسؤولي الصحة و تمت إثارة الموضوع معكم خلال زيارتكم لمدينة وجدة غير أننا لم نحصد إلا التسويفات و التي أصبحت متجاوزة، لعدم ملاحظة أي مستجدات في الموضوع بل تفاقم الأمر واستفحل ووصل السيل الزبى، و الساكنة ترغب في الملموس ألا هو الشروع في إنجاز المستشفى الإقليمي غرار ما تم بأقاليم المملكة، نرغب في رؤيا واضحة لأن المدينة على صفيح ساخن وضد ضقنا ذرعا من تمويه المواطن الذي يعل كل شيئ، و الوزارة المسؤولة لم تتجاوب مع الملتمسات المرفوعة إليها و المطالب الإستعجالية ولم تعر لها أية أهمية.
الملتمس عدد 4422 بتاريخ 10/12/2010 و الملتمس عدد 1437 بتاريخ 23/05/2012 و الملتمس عدد 498 بتاريخ 17/02/2017، و من الواجب إعادة النظر في الإستراتيجية المتبعة في الإقليم وقد أعذر من أنذر، فالوزارة الوصية تركت المواطن المغلوب على أمره يعيش المحن والويلات مكتفين القيام ببعض الزيارات الميدانية و عقد اجتماعات تنتهي بالتسويفات و الوعود الكاذبة لدرالرماد في العيون.
أملنا فيكم كبير للتدخل لتصحيح الوضع ووضع القاطرة على السكة، تجنبا لأي غضبة إقليمية في شأن تدني الخدمات الصحية.